مصابيح الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۩•╠ حَقِيْقَةُ كُرَةِ القَدَم ╣•۩

اذهب الى الأسفل

۩•╠ حَقِيْقَةُ كُرَةِ القَدَم ╣•۩ Empty ۩•╠ حَقِيْقَةُ كُرَةِ القَدَم ╣•۩

مُساهمة  Admin الخميس يناير 22, 2009 9:40 am

حَقِيْقَةُ كُرَةِ القَدَم




وآحَسْرَتَاهُ! عَلى قُلُوبٍ وَاجِفةٍ يومَ غَدَتْ ميِّتةً لا حَياةَ فيها ولا حِرَاكَ ...

اللهمَّ إلاَّ مَا وَافَقَ شَهَواتِها ولَذَّاتِها؛ ولَوْ كَانَ فيهِ سَخْطُ الرَّبِ وغَضَبُه،

فَهِيَ بَعْدَ هَذَا لا تُبَالِي في أيِّ وَادٍ تَسْلُكُ، وبأيِّ أرْضٍ تَهْلَكُ؟

قَدْ تَعَبَّدَتْ لِغَيْرِ الله، ونَدَّتْ عَنْ شَرْعِ الله؛ فَحُبُّها لِغَيْرِ الله، وبُغْضُها لا لله، فالْهَوَى إمَامُهَا،

والشَّهْوَةُ قَائِدُها، والجَهْلُ سَايِسُها، والغَفْلَةُ مَرْكَبُها،

نَعَمْ؛ هَذِهِ القُلُوبُ قَدِ ارْتَكَسَتْ في عُبُودِيَّاتٍ مَا لَها مِنْ قَرَارٍ، فَهِيَ تُوَالِي كُلَّ مَنْ يُوصِلُها إلى شَهَواتِها

ولَذَّاتِها

... فَكَانَ مِنْ تِلْكُمُ القُلُوبِ المَيِّتَةِ لا كُلِّها : أوْلَئِكَ النَّفَرُ الَّذِيْنَ اتَّخَذُوا (كُرَةَ القَدَمِ) إلَهًا مِنْ دُوْنِ الله،

فَعَلَيْها يُوَالُوْنَ، ومِنْ أجْلِها يُعَادُونَ، فَقَدْ أحَبُّوْها أكْثَرَ مِنْ حُبِّهِم لله، ورَسُولِهِ، والمُؤْمِنِيْنَ،

كَمَا قَالَ تَعَالَى :

: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحبِّ الله والذين أمنوا أشدُّ حبًا لله

"[البقرة165].

وقَدْ يَظُنُّ مَنْ لا عِلْمَ لَهُ اليَوْمَ بوَاقِعِ (كُرَةِ القَدَمِ) : أنَّ هَذَا الكَلامَ تَهَجُّمٌ، ورَجْمٌ بالغَيْبِ عَلَيْها،

واسْتِخْفَافٌ بِها، والحَقِيقةُ أنَّني لَسْتُ ضِدَّ (الرِّياضَةِ) : كوَسِيلَةِ تِهْذِيْبٍ وتَرْوِيْحٍ،

ولَكِنَّنِي ضِدُّها كوَسِيلةٍ لإلْهَاءِ المُسْلِمِيْنَ، وتَبْدِيدِ ثَرَوَاتِهم، وإهْدَارِ طَاقَتِهِمْ فيما لا طَائِلَ تَحْتَه؛

بَلْ كُلُّ هَذَا عَلى حِسَابِ قَضَاياهُمُ الإسْلاميَّةِ، في حِيْنَ أنَّ المُسْلِمِيْنَ اليَومَ أحْوَجَ ما يَكُونُونَ

(ضَرُورَةً!) إلى مُرَاجَعَةِ حِسَابِاتِهم، والعَوْدَةِ إلى دِيْنِهم،

والاصْطِفاَفِ في وَجْهِ العَدُوِّ الغَاشِمِ الَّذِي مَا زَالَ حَتَّى سَاعَتِي هَذِه وهُوَ يَسْتَبِدُّ بِبِلادِ المُسْلِمِيْنَ،

ويَسْتَبِيحُ دِمَاءهُم : فَقَتْلٌ هُنا، ودَمَارٌ هُنَاكَ، وتَجْوِيعٌ هُنُالِك، فإلى الله المُشْتَكَى،

وهُوَ المُسْتَعَانُ عَلى مَا يَصِفُوْنَ!

قَالَ تَعَالَى : "وذَرِ الَّذِيْنَ اتَّخَذُوا دِيْنَهُم لَعِبًا ولَهْوًا، وغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيا"

[الأنعام70]

؛ قَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى الله عليه وسلم

«كُلُّ شيءٍ يَلْهُو بِهِ ابْنُ آدَمَ فَهُوَ باطِلٌ، إلاَّ ثَلاثًا :

رَمْيَهُ عَنْ قَوْسِهِ، وتأدِيبَه فَرَسَهُ، ومُلاعَبَتَهُ أهْلَهُ، فإنَّهُنَّ مِنَ الحَقِّ»

رواه أحْمَدُ

«ولِعْبُ الكُرَةِ إذَا كَانَ قَصَدَ صَاحِبُهُ المَنْفَعَةَ بِحَيْثُ يُسْتَعَانُ بِها عَلى الكَرِّ والفَرِّ،

ونَحْوِهِ في الجِهَادِ، وغَرَضُه الاسْتِعَانَةُ عَلى الجِهَادِ فَهُوَ حَسَنٌ، وإنْ كَانَ في ذَلِكَ مَضَرَّةٌ،

فإنَّه يُنْهَى عَنْهُ»

وقَالَ ابْنُ تِيْمِيَّةَ: «كُلُّ فِعْلٍ أفْضَى إلى مُحَرَّمٍ حَرَّمَهُ الشَّرْعُ؛ لأنَّه يَكُوْنُ سَبَبَا للشَّرِ،

والفَسَادِ، ومَا ألْهَى، وشَغَلَ عَمَّا أمَرَ الله بِهِ؛فَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْه» * * *

وبَعْدَ هَذَا؛ أفلا يَسْتَحِي الرِّياضِيُّونَ مِنْ وَاقِعِهم المَشِينِ، وهُمْ بَعْدُ في خَوْضِهم يَلْعَبُوْنَ؟

وألا يَكْفِهِمُ الصُّورُ المُخْزِيةُ الَّتي يُشَاهِدُوْنَ؟ وألم يَأْنِ لَهُم أنُ يَقُولُوا : إنَّا مُنْتَهُوْنَ؟!

بَلْ كَانَ مِنَ الخِزْي والعَارِ : أنَّ فَرَحَاتِ، وانْتِصَارَاتِ بَعْضِ أرْبَابِ (كُرَةِ القَدَمِ)

اليَوْمَ أصْبَحَتْ أعْظَمَ مَكَانةً، وأجَلَّ قَدْرًا مِنَ الانْتِصَارِ عَلى اليَهُوْدِ في فِلِسْطِيْنَ،

كَمَا أنَّ هَزِيْمَتَهُمْ أشَدُّ وَقْعًا عَلى قُلُوْبِهِم مِنْ تَقْتِيْلِ، وتَشْرِيْدِ مَلايِيْنَ المُسْلِمِيْنَ!

فَعِنْدَ هَذَا لا تَثْرِيْبَ إذْ أضْحَى وَلاؤُهُم وعَدَاؤُهُم وَفْقَ قَضَايا سَاذَجَةٍ تَافِهَةٍ هَزِيلَةٍ،

أشْبَهَ مَا تَكُوْنُ بتَصَرُّفاتٍ صِبْيانِيَّةٍ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بالله .

* * *

كَمَا أنَّ الهَوَسَ الرِّياضيَّ لَمْ يَنْتَهِ بعُشَّاقِ (كُرَةِ القَدَمِ) إلى هَذَا الحَدِّ الهَابِطِ؛

بلْ دَفَعَ بَعْضَ سَدَنَةِ الرِّيَاضَة وأقْزَامِ الصَّحَافَةِ إلى تَقْلِيبِ الحَقَائقِ، والتَّلاعُبِ بالألْفاظِ الشَّرعيَّةِ،

فنجد من يَصِفُ أحَدَ اللاعِبِينَ بأنَّه : مَعْبُودُ الجَمَاهِيرِ، ...



إنَّها مَأسَاةُ جِيْلٍ نَشَأَ عَلى اللَّهْوِ وسَفَاسِفِ الأُمُورِ، فإلى الله تُرْجَعُ الأمُوْرُ!

بَيَانُ الأصْلِ في حُكْمِ كُرَةِ القَدَمِ

إنَّ النَّاظِرَ في أصْلِ لُعْبَةِ (كُرَةِ القَدَمِ)، ومَا لَهَا مِنْ غَايَاتٍ مَقِيْتَةٍ، وثَمَرَاتٍ فَاسِدَةٍ؛

ليَقْطَعْ دُوْنَ شَكٍّ أنَّها مُحَرَّمَةُ الأصْلِ، مُحَرَّمَةُ الفَرْعِ؛ لِذَا كَانَ مِنَ الخَطأ العِلْمِيِّ أنْ نَحْكُمَ على (كُرَةِ القَدَمِ) :

بأنَّها مُبَاحَةٌ؛ لأنَّ الأصْلَ في الألْعَابِ الرِّيَاضِيَّةِ الإباحَةُ! فَهَذَا القَوْلُ لَيْسَ هُوَ مِنْ مَعِيْنِ الفِقْهِ، ولا مِنْ عَيْنِه؛ لأُمُوْرٍ :

الأوَّلُ : لا شَكَّ أنَّ الألْعَابَ الرِّيَاضِيَّةِ مُبَاحَةٌ في الأصْلِ كَمَا عَلَيْه جَمْهُورُ أهْلِ العِلْمِ،

فَعِنْدَ ذَلِكَ كَانَ الحُكْمُ على أصْلِها هُوَ الصَّوَابَ .

أمَّا إذا اقْتَرَنَ بِها مُحَرَّمٌ أو مَكْرُوهٌ فَهُنَا تَأْخُذُ حُكْمَ الحُرْمَةِ أو الكَرَاهَةِ طَرْدًا؛ لأنَّ الحُكْمَ يَدُوْرُ مَعَ العِلَّةِ وُجُوْدًا وعَدَمًا،

وهَذَا هُوَ شَأْنُ الألْعَابِ الرِّيَاضِيَّةِ بِعَامَّةٍ .
الثَّاني : أمَّا (كُرَةُ القَدَمِ) اليَوْمَ فَهِي لَيْسَتْ مِنْ جِنْسِ الألْعَابِ المُبَاحَةِ أصْلاً، كَلا وكَلا؛ بَلْ هِيَ مُحَرَّمةٌ في ابْتِدَاءِ أصْلِها،

يُوَضِّحُهُ مَا يَلَي :
ـ أنَّها نَشَأَتْ على العَدَاءِ والبَغْضَاءِ، وإلْهَاءِ الشُّعُوبِ، وضَيَاعِ الأوْقَاتِ، وهَدْرِ الأمْوَالِ …

إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا سَيَأتِي بَيَانُه إنْ شَاءَ الله، لاسِيَّما في أصْلِ وَضْعِها، وأحْكَامِها،

ونِظَامِها كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ مِنَ المُنَظَّمَاتِ العَالَمِيَّةِ للرِّيَاضِيَّةِ، وقَدْ مَرَّ بَعْضُها .
ـ أنَّ (كُرَةَ القَدَمِ) تَأخُذُ حُكْمَ الألْعَابِ المُحَرَّمَةِ أصْلاً ووَصْفًا : كالمَيْسِرِ، والنَّرْدِ وغَيْرِهِما مِمَّا هُوَ في أصْلِهِ مُحَرَّمٌ،

فَعِنْدَ ذَلِكَ لا يَجُوْزُ لأحَدٍ كائنًا مَنْ كان أنْ يَقُوْلَ : إنَّ اللَّعِبَ بالمَيْسِرِ، أو النَّرْدِ مُبَاحٌ في الأصْلِ؛ لأنَّهما مِنَ الألْعَابِ الرِّيَاضِيَّةِ،

غَيْرَ أنَّه قَدِ اقْتَرَنَ بِهِما مِنَ المُحَرَّمَاتِ مَا جَعَلَهُما مُحَرَّمَيْنِ، وهِيَ أكْلُ أمْوَالِ النَّاسِ بالبَاطِلِ؟!
أو يَقُوْلَ : إنَّ شُرَبَ الخَمْرِ مُبَاحٌ في الأصْلِ؛ لأنَّ الشُّرْبَ في أصْلِهِ مُبَاحٌ، غَيْرَ أنَّه اقْتَرَنَ بِهِ مِنَ المُحَرَّمَاتِ مَا جَعَلَهُ مُحَرَّمًا،

وهو : ذَهَابُ العَقْلِ؟! وقِيَاسًا على هَذَا التَّأويلِ الفاسِدِ نُجْرِي غَالِبَ المُحَرَّمَاتِ، والمُنْهِياتِ الشَّرْعِيَّةِ!

فإنَّ مِثْلَ هَذَا الحُكْمِ يُعَدُّ عَبَثًا، وتَلاعُبًا بالأحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ .
وعَلَيْه فَلا شَكَّ أنَّ المُحَرَّمَاتِ الشَّرْعِيَّةَ قَدِ اقْتَرَنَتْ بِلُعْبَةِ (كُرَةِ القَدَمِ) مُنْذُ ابْتِدَائِها، ونُشُوْئِها،

مِمَّا يَقْطَعُ بأنَّها مُحَرَّمَةٌ أصْلاً، ووَضْعاً

Admin
Admin

المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

https://masabihalhoda.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى